أعده الله ويعدكم ……….. المعتز الخزنوي


أعده الله ويعدكم ………..

المعتز بالله الخزنوي

محمد بن عبد الله، ولد يتيم الأب كي يفند شبهت الذين يقولون “يدعو إلى ملك أبيه”، وما إن شعر بحنان الأم حتى قام وهو في السادسة من عمره، بدفن أمه بيديه المباركتين في الصحراء بين مكة والمدينة، وهو عائد إلى مكة كان يلتفت وراءه، يرنو إلى قبر أمه، كيف يبتعد عنها، وعند وصوله ضمه جده إليه، فقد كان يحبه حباً شديداً، ولكن الموت كان قريباً منه، فانتقل اليتيم إلى بيت عمه الفقير صاحب العيال، ليدخل هذا الفتى معركة الحياة، راعياً لإبل أهل مكة، ليعلم أمته أن لا يكون أحدهم عالة على الغير، ولتضعه العناية الإلهية على درب النبوة.

إن حب الشاب اليافع للتقدم والتطوير دفعه للعمل بالتجارة، مما أكسبه كيفية التعامل مع الآخرين، وكان لأخلاقه الطيبة والأمانة التي وصف بها أكبر الأثر في ثقة قومه به، وهذا ما دعاهم لأن يضعوه شاهداً على حلف الفضول، وحكماً في فض النزاع بين القبائل في وضع الحجر الأسود بمكانه في الكعبة.

وبما أن رسالته هي رفع للظلم ونصرة للمظلومين، فإنه كان صمام أمان لعدم إراقة الدماء بين الناس، وإن تخاصمت أمته في أمر ما، فالأمن والأمان في شريعته ومنهجه ، وما إن بلغ الأربعين، حتى جاءه الأمين جبريل بخبر السماء، بأنه رسول الله.

هذه النظرة السريعة لتلك الأحداث، تبين بأن الله أعد شخصية عظيمة ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، ودون تدخل من الأهل والعشيرة، ليكون قدوة للأمة، وسيرته منهجاً لها في كل أمر، وبمقارنة بسيطة مع إخوته الأنبياء من قبله، نجد:

سيدنا عيسى عليه السلام، يتعلم منه الناس الزهد والتسامح والصبر والتضحية، ولكن كيف يتعلمون منه التعامل مع الزوجة الأولاد، فهو لم يتزوج؟، وكذلك سيدنا سليمان فقد كان حاكماً عادلاً، وغنياً، فكيف يتعلم منه الفقراء؟، وإذا كان كل عظيم تفرد بأمر واحد، كشكسبير في الأدب، ونابليون في المعارك، وغاندي في الكفاح… فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الوحيد بطل كل الميادين، فهو نموذج الشاب المستقيم في سلوكه، والأمين مع قومه، والداعي بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان قدوة في كل الأمور، يديرها بحكمة، مما جعل شعبه يحبه، ويقلده في تحركه ومأكله، ومشربه، وملبسه، وعفته، وسماحته، وعقلانيته، وبره، وكل ما يتصل به من فضائل نعم الله.

وعندما نرى ما يلاقي الشعب السوري، أبناء بلاد الشام أهل الأرض المباركة، من قتل، وسفك للدماء، وهتك للأعراض، واعتقالات لا تخطر حتى على بال الشياطين، منذ آذار، ليمر بكل الشهور، ويشارك كل الفصول، وليميز الله الخبيث من الطيب، والمؤمن من الكافر، والصادق من الكاذب، والشريف من الخسيس، حتى ينجلي الغبار، وليعرف أولئك على جميع أصنافهم، هل فوقهم بغل أو حمار.

وما بشر به الصادق المصدوق، وخاتم الأنبياء والمرسلين، الذي لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى، لا بد من أن يتحقق، وكي لا أطيل بذكر الأحاديث التي قالها بحقكم أيها الأبطال، فإن الطائفة التي لا يهمها من تخلى عنها وخذلها، والفئة التي إذا فسدت لا خير في كل الأمة الإسلامية.

إن ما يجري الآن ما هو إلا لأن الله يعدكم لأمر عظيم، كيف أعد محمد بن عبد الله ليكن رسول الله، ليكلمكم عن أمر مازلنا لم نرها، وبحاجة إلى مخلصين الواحد بمائتين، كأصحاب بدر، وأنتم ترفضون كل المغريات مقابل حريتكم وكرامتكم، واثقون كما كان نبيكم واثق، إن هذا الأمر سيتم حتى يسير الراكب من حضرموت إلى صنعاء، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، يعدكم قلناها بكل صراحة، ونقولها الآن مرة أخرى، وليس لنا خبرة في التقية، يعدكم كي تكونوا الجنود المخلصين في فك زواج المتعة بين البركان الشيعي الصفوي، والفتاة الحسناء في تل أبيب، والشاهد على الزواج، ابنهم المدلل النظام و شبيحته، ولو نرجع قليلاً إلى الوراء كيف كانت تقوم إسرائيل، بقتل الأطفال والشيوخ في غزة ورام الله، ولم يستطيع أحد تحريك الساكن والفيتو الأمريكي بالمراصد، والآن ابن – ص ش س ي – يقتل الأطفال والشيوخ ولا يستطيع احد أن يحرك ساكناً، و فيتوين بالمراصد، كي تعلموا صلة الوصل بينهما، وعلى أي درجة عالية يخططون، ومن أجل مصالح عقيدتهم متفقون، والضحايا هم أهل السنة والجماعة، ومع الأسف الشديد ليس لنا قيادة توحدنا، ولا رابط يربطنا، فالأخوان على ليلاهم يغنون، والسلفية لأهدافهم يسعون، ويتفقون مع الذين عن عقيدتهم بعيدون، وعلى قنواتهم ينادون، حتى يبقى الصوفية في نومهم راقدون، وأنا أعني ما أقول، والشيخ العرعور يفهم ما أقصد، وإذا قال لهم مد يدك كي نتعاون، قال هل وجدتم حلاً – للمدد – أم لازلتم تناقشون، وأما أبناء جلدتي فهناك مثلين: (…؟) و (…؟) أرجوا أن يفكروا فيه..؟.

هذا حالنا أيها الأبطال، فالله يعدكم لأمر أهم، فهنيئا لكم، وأتمنى أن نكون أصبعاً في أقدامكم، لأنكم تجاهدون الظالم بأنفسكم وأموالكم.

بواسطة aljazeerasy

أضف تعليق