دبابات وناقلات جند سورية تنتشر حول الرستن قرب حمص


أفاد ناشط في مجال حقوق الانسان في مدينة الرستن وسط سوريا ان نحو مئة دبابة وناقلة جند احتشدت مساء الاربعاء على الطريق السريع بين حمص وحماه عند مدخل المدينة.

وقال الناشط لوكالة الأنباء الفرنسية “ان انتشار التعزيزات يتواصل عند المدخل الشمالي للرستن، وقد تكون هناك بحسب بعض التقديرات نحو مئة دبابة وناقلة جند على الطريق السريع بين حمص وحماه قرب جسر على نهر العاصي”.

وكان هذا الناشط اكد صباح الاربعاء ان “الجيش يرسل منذ ثلاثة ايام تعزيزات الى المدخل الشمالي لمدينة” الرستن، التي تشكل احد مراكز القوة في حركة الاحتجاج. وكان سكان الرستن اسقطوا قبل بضعة اسابيع تمثالاً للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار الاسد الذي خلفه في العام 2000.

هذا، ونفذ حوالي 150 طالبا الاربعاء اعتصاما تضامنيا مع مدينة درعا في الجنوب السوري التي يحاصرها الجيش منذ 25 نيسان/ابريل، بحسب ناشط حقوقي. وصرح الناشط لوكالة الأنباء الفرنسية “نفذ 100 الى 150 طالبا اعتصاما للاعراب عن تضامنهم مع درعا هاتفين بالروح بالدم نفديك يا درعا وارفعو الحصار عن درعا”.

ولم يستمر الاعتصام وقتا طويلا حيث فرقته قوى الامن. ودرعا التي تقع على بعد 100 كلم جنوب دمشق محاصرة منذ تدخل الجيش مدعوما بدبابات ومدرعات في المدينة لقمع حركة الاحتجاج التي انطلقت في 15 اذار/مارس.

وتحاول حركات المعارضة للنظام السوري تنظيم اعتصام في المدن الكبرى في البلاد في مواجهة قمع دانته فرنسا بشدة واعتبرته الولايات المتحدة “وحشيا”. وقال ناشطون ان المعارضين للنظام في سوريا تعهدوا مواصلة “ثورتهم” عبر تنظيم تظاهرات في جميع انحاء البلاد بينما يستمر الجيش في محاصرة عدة مراكز للحركة الاحتجاجية.

وقالت لجان تنسيق التظاهرات في عدة مدن سورية في بيان “مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة ارجاء سوريا حتى تحقيق مطالبنا بالحرية”. والمدن هي درعا (جنوب) وبانياس (شمال غرب) المحاصرتان والمدينة الصناعية في حمص ثالث المدن السورية في وسط البلاد.

من جهة اخرى، قالت صحيفة “الوطن” القريبة من السلطة ان الرئيس السوري بشار الاسد اكد الثلاثاء خلال لقاء مع وجهاء من دير الزور والبوكمال والميادين، المدن الواقعة شرق سوريا، ان “وحدات الجيش التس دخلت درعا في 25 نيسان/ابريل ستنجز مهمتها قريبا”.

واضاف ان “كل دول العالم يمكن ان تشهد حوادث مثل تلك التي جرت في درعا”. ودان الناشطون قمع النظام منذ اسابيع والاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد. وقالوا ان “السلطة عمدت خلال الايام الاخيرة الى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد، بحيث اصبح متوسط عدد الاعتقالات يوميا لا يقل عن 500 شخص”.

واشاروا الى “حملات مداهمة مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها، بالاضافة الى الاعتقالات المتفرقة المستمرة”. وتابعوا ان “السلطة تستخدم ابشع الاساليب في عمليات الاعتقال التعسفي تلك حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لاهلها بالاهانة والترهيب”.

من جهة اخرى، جرت تظاهرة في حلب (350 كلم شمال دمشق) ثاني مدن البلاد الثلاثاء، بعدما كانت واحدة من المناطق التي لم تشهد احتجاجات من قبل. وقال ناشطون ان مئات الاشخاص شاركوا في التظاهرة التي فرقتها قوات الامن.

وصرح وسام طريف المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الانسان “انسان” ان عدد “المعتقلين او المفقودين يمكن ان يتجاوز الثمانية آلاف”. واضاف ان منظمته تمكنت من التأكد من توقيف 2843 شخصا بينهم 891 في درعا ومحيطها و103 في الزبداني و108 في مضايا (شمال غرب دمشق) و384 حول دمشق و636 في حمص ومحيطها و317 في اللاذقية و267 في جبلة و37 في طرطوس، المدن الثلاث الواقعة على المتوسط.

وتابع ان هناك 5157 اسما آخر يجري التحقق منهم بينهم 4038 في درعا ومحيطها. ويؤكد الناشطون في بيانهم ان “اوساط اجهزة الامن السورية فشلت في ايقاف المظاهرات عبر مختلف وسائلها القمعية بدءا من حصار المدن وقطع الاتصالات عنها وانتهاء باطلاق الرصاص الحي وقتل المئات من السوريين”.

من جهة اخرى، جرت تظاهرة في حلب (350 كلم شمال دمشق) ثاني مدن البلاد الثلاثاء، بعدما كانت واحدة من المناطق التي لم تشهد احتجاجات من قبل. وقال ناشطون ان مئات الاشخاص شاركوا في التظاهرة التي فرقتها قوات الامن.

وحسب شريط فيديو وضع على موقع يوتيوب، ردد المتظاهرون “بالروح بالدم نفديك يا درعا” وكذلك “ارفعوا الحصار ارفعوا الحصار” وهم يصفقون. وفي بلدة الرستن التي كانت من مراكز الاحتجاج على الطريق بين حمص وحماة، قال ناشط ان “الجيش ارسل تعزيزات الى المدخل الشمالي للمدينة”.

واضاف ان “المتظاهرين يطالبون بالتحقيق في مقتل 18 شخصا سقطوا في التظاهرة السلمية الجمعة”. وكان المتظاهرون ازالوا تمثالا لحافظ الاسد قبل اسابيع في هذه المدينة. وفي باريس، اعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان فرنسا تريد ان يتخذ الاتحاد الاوروبي عقوبات بحق الرئيس السوري معتبرة انه سيتم اسقاطه اذا استمر قمع التظاهرات.

وصرح جوبيه لقناة فرانس 24 التلفزيونية “نحن مع شركائنا في الاتحاد الاوروبي بصدد اعداد عقوبات تستهدف عددا من الشخصيات ونريد نحن الفرنسيون ان يدرج بشار الاسد على هذه اللائحة”. واضاف ان من حول بشار الاسد “نظام برمته لكنه هو المسؤول اليوم ويجب ان يكف عن قمع شعبه وان يتوقف فورا عن استعمال العنف والا فان العملية التي ستؤدي الى الاطاحة به سيكون لا مفر منها”.

وقد اعتبر الوزير الاثنين ان النظام السوري “سيسقط” اذا استمر في قمع التظاهرات بعنف. واضاف جوبيه الاربعاء “نظرا للسياسة والموقف الذي اتخذه (النظام السوري) فان مآله الاقصاء لان كل من يطلق نيران المدافع على الشعب ليس لهم مستقبل سياسي”.

ونصحت وزارة الخارجية الفرنسية الاربعاء الفرنسيين بمغادرة سوريا الى حين عودة الوضع الى حالته الطبيعية. وقالت الوزارة على موقعها انه “رغم عدم تعرض الرعايا الاجانب حتى الان الى اي تهديد مباشر فان السلطات الفرنسية تنصح مجددا الفرنسيين بتأجيل السفر الى سوريا (…) والفرنسيين في هذا البلد الذين يعتبر وجودهم غير ضروري بمغادرة سوريا مؤقتا على رحلات تجارية”.

وقررت وكالات السفر الفرنسية التي تنظم رحلات الى سوريا تمديد قرار تجميد الرحلات حتى 15 آيار/مايو بسبب التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد. من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة الثلاثاء سوريا بممارسة “تدابير تتسم فعلا بالهمجية” في مدينة درعا.

وندد مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية باستخدام الدبابات والقيام “بحملة اعتقالات تعسفية واسعة بحق شبان في درعا” اضافة الى قطع المياه والكهرباء. واضاف “انها فعلا تدابير وحشية توازي عقابا جماعيا لمدنيين ابرياء”. من جانبه، ابدى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني معارضته الثلاثاء تبني عقوبات اوروبية ضد دمشق، واعرب عن امله في “حل سوري” للازمة في هذا البلد.

الجيش السوري على وشك إنهاء عملياته في درعا

نقل التلفزيون الرسمي السوري عن متحدث عسكري الاربعاء ان الجيش السوري الذي دخل الى درعا (جنوب) قبل عشرة ايام لقمع الاحتجاجات ضد النظام اوشك على انهاء عملياته.

واكد المتحدث من دون اعطاء المزيد من التفاصيل ان وحدات الجيش في درعا على وشك انهاء مهمتها بعد ان حققت غالبية اهدافها.

وباتت درعا، التي تقع على بعد 100 كلم جنوب دمشق، مركز معارضة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ولا سيما بعد اساءة معاملة شبان اتهموا بكتابة شعارات مناهضة للنظام على احد الجدران.

واكد الجيش ان تدخله في درعا يرمي الى مطاردة “جماعات ارهابية متطرفة” ردا على نداءات استغاثة اطلقها سكان المدينة وطالبوا بتدخله لوقف عمليات التخريب والقتل التي تنفذها هذه الجماعات.

وقال المدير التنفيذي في منظمة انسان الحقوقية وسام طريف ان 891 شخصا اوقفوا في درعا ومحيطها، لكن الرقم قد يبلغ 4038 اذا تضمن “المفقودين”، اي كل من انقطعت اخبارهم. وافادت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان ان قوات الجيش والقوى الامنية تعتقل اشخاصا تتراوح اعمارهم بين 14 و40 عاما.

وكالات

بواسطة aljazeerasy

أضف تعليق